العقل الذي يتربى على أن الدين هو المحرك الاساسي لحياة الفرد فالمجتمع والمنظم والمسيّر لشؤون حياته ، إنما هو يستند إلى الدليل النقلي للوصول إلى اليقين ، فالإيمان هو المطلق الأساسي في مدى التصديق بعقائد أي دين وصدق رسالته.
هنا تكمن مشكلة الأديان ، فتصديق الخرافة والأسطورة يكفيها الدليل النقلي والحسي للإيمان بها، فشاعت الخرافات والأساطير عند الشرقيين.
أما العقل الذي ينشأ على مبدأ التفسير العقلي للأشياء التي تحيط به ، هذا العقل سينمو تباعاً بلا "تناقض منطقي" ، ودائماً ما تكون حجته المبادئ الرئيسية للمنطق العقلي، فينشأ هذا العقل ضد الخرافة والوهم. ويكون أكثر قدرة على التعاطي بمصداقية مع القضايا الإنسانية والحياتية.
لذا فمن الطبيعي أن يفضي كل من ( الدين و الفلسفة ) لصراع معارض أو متجانس أو أن يتأثر أحدهما بالآخر، لذا عندما أراد الإسلام أن يواجه الأديان السابقة كاليهودية والمسيحية وحتى الصابئة نشأ علم الكلام "المنطق"، ولأن المنطق هو أداة الفلسفة الأرسطية ، لقيت هذه المدرسة القبول عند نخب كثيرة من المسلمين .
يتبع 0 ..
____
فتساؤلي هنا ما إذا كانت العلاقة بين الإسلام والفلسفة علاقة قائمة على المنطق الصحيح أم لا ، فهل كانت حقاً فلسفة ابن رشد مثلاً والفلسفة عموماً معضلة أمام الدين ؟ 🙄