الخميس، 11 سبتمبر 2014

أغلال السلطة



إن هذه المجتمعات التي نعيش بها والتي تنفث خسيس إيمانها وتبعث دناءة أحوالها في أرض ساء قاحلها على خصب أرضها وظهر رجال ظنوا أنهم باعوا أرواحهم لأجل الملوك والحكام لا أدام الله حراستهم شرفاً وحكماً بأمر الله.

إن السلطة التي تمارس امتهانا واضحا في حق الشعب والتي تستعبد منطق الألوهية في نهيها وإنكارها , واستباحتها وتشريعها لهي سلطة واهنة ظنت أنها يد الله في أرض الله , إن السلطة التي تمارس حقاً  صارخاً على الدين والأخلاق فهي سلطة تقتات بأيامها على الله وباسم الله وتحت راية الله والله بصير بما يعملون , إن الممارسات بعجرها وبجرها التي تخرج من هذه المجتمعات تصلح لأن تكون رافداً مهماً ومبحثاً خصباً لمن أراد أن يستشفي كيف لأحوال هذه المجتمعات البائسة هو توطيد عميق لأغلال السلطة .

إن أهم هذه الأغلال الخفية التي يمارسها المجتمع لأجل السلطة دون علم ولا دراية ولا وعي ولا يقضة هو أن هذا المجتمع امتلك سلاحاً فتاكاً ساء استخدامه منذ الحكم العضوض لبني أمية بأن يكون هذا المجتمع حاكماً أخلاقياً وأن يمارس حكمه الدكتاتوري في الإكراه الأخلاقي كما قال عنه جون ستيورات ميل , لقد أدت الممارسات السلطوية للأخلاق الذي يمارسه المجتمع على أفراده انتزاعاً حقيقياً  للحريات وسلباً وضاحاً لأهم مبدأ يعيش لأجله الإنسان بأن يكون حر المبدأ والعقيدة , لقد ساهم هذا الإكراه بأن يخلق أفراداً منزوعو السلطة على أنفسهم ودائماً ما يضعون صنيع أفعالهم فوق ميزان الإكراه المجتمعي فإن مالت الكفة مات الفعل وإن تساوت فقد سار مع ركب المجتمع البائس وما يحبه المجتمع دون إيمان كافٍ بأن من حقه أن يخالف أفعال وممارسات هذا المجتمع بإدراك تام , من حق الفرد أن يمارس أفعاله بحرية تامة ما دامت أفعاله لا تمس أفراداً آخرين في مجتمعه وأن تكون النزعة الفردية غالبة عليه إيمانا بذاته وسمواً لحريته وتقديساً لمبادئه , لكن هيهات أن تظن أنك حر ! , فهذا الفرد لا يحق له بأن يشك بالله لأن دين المجتمع يقول أن الله موجود فترى الملحدين قد كثروا وإن كان ظاهر أفعالهم تحت راية دين المجتمع , لم يؤمن هذا المجتمع يوماً بأن اليقين يكمن في بطن الشك كما قال ابن الهيثم صاحب البصريات وعند المعتزلي الجاحظ , فمن لم يشك لن يصل للحقيقة أبداً وسيضل منسياً في غيابة الجب حتى تلتقطه سيارة المعرفة الموصلة لحقيقة الإيمان بأن الإنسان حر بالفطرة ومكبوت بالسلطة .

يمارس المجتمع العماني أحد صنوف هذا الاستبداد البائس على أفراده وقد أصبح المغرد العماني في تويتر  رقيباً وحسيباً على أفراد مجتمعه , فقد لعبت رؤوس بائسة وشماعات من الرواد الناجحين على حد قولهم دوراً مهماً في إثراء المساحة العمانية بشحنات هائلة من النفاق المجتمعي التي غالباً ما تُبث لنا تحت غطاء الله والوطن والسلطان , والخوف هنا أن يحاول هؤلاء المغردين الرعن من ممارسة إكراها دينياً  في ما يروق لهم من أحداث تشوب الرأي بين الحين والفنية ويخرج  لنا أقيوام يعتقدون أنهم المخلصون . وفي الحقيقة هم يمارسون إلباً على عوام المجتمع , فقد أصبح مبحث الأخلاق والرجال في المجتمع تحت باب وحليلك الأسد والسندويكة والديو والله المستعان على ما تصفون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق