هذه المجتمعات التي ما زالت تمارس حق الوصاية الأخلاقية والثقافية على أفرادها ما زالت تتحكم كثيراً في مبدأ الإكراه المجتمعي مع كل ما يتعارض مع أفكار ومبادىء هذه المجتمعات المتسلطة على أقرانها.
عند قراءة أحد روائع كتب جون ستيوارت كتاب "عن الحرية" في القرن التاسع عشر يتضح جلياً للقارىء على أنا بريطانيا العظمى كانت تعيش تحت وطأة المبدأ المجتمعي السائد والتي ما لبثت أن تتحررت منه رويداً بقتل رأي الكنيسة السائد على المجتمع وقتل رأي المجتمع السائد على الفرد.
لو أخذنا بعين الإعتبار أن الطغيان المجتمعي الذي نعيشه هو السبب في جميع مناحي الطغيان السياسي والإقتصادي والتعليمي الذي نعيشه لأدرك الناس أن الصلاح لا يمكن أن يكون بتبني فكر فيلسوف أغريقي كـ أبيقور أو حتىٰ بإرضاء أتباع الإمامة المندثرة أو إحياء الحكم السلطاني بعد السنين العجاف التي مرَّ بها ، ليس غريباً أن يتبنى كبار الفلاسفة الإنجليز مبدأ المذهب النفعي كجريمي بنثام كأسلوب حياة يخرجهم من الآلام إلى المتعة بدون الرجوع ما إذا كانت متعتهم هذه بفائدة أم لا ما دامت هذه المتعة تطمس الآلام.
لن تعيشوا أو بالأحرى لن نعيش على أبسط مبادىء الحرية التي تعلمناها في مدارسهم أن "حرية الفرد تنتهي حينما تبدأ حرية الآخرين" حتى تندهم جميع "الكنائس" التي تعبدنا وجميع الأغلال وتصبح عقيدة الفرد منوطة بعقله لا سيف أجداده وأن تصبح الحرية مبدأً راسخاً لا دستوراً طارئ يتغنى الحاكم به ويغتاله العسكر وغرف مظلمة .
ملاحظة : هذا المنشور لا يدعم خاصية حديث المجاهرة بالمعصية كما في سابق المنشورات. 😊✋
إنتهى ،،،