الجمعة، 6 ديسمبر 2013

أنا والإسلاميين ومعاوية الرواحي !



بطبيعة الحال عندما يذكُر أي شخصاً  مصطلح الإسلاميين فإنه أول ما يتبادر فالذهن أنه ضد ما يمليه هذا المصطلح عليه فاصبح نبذ هذا المصطلح ضرب من ضروب الثقافة الحضارية عند كثير من المثقفين المتشدقين .. ولا ما كذاك استاذ معاوية . ؟

أنا والثانوية ومرحلة التطوع :-

 طيلة السنتين الماضيتين وفي خِضَمِ المعارك السافلة التي كنت أخوض غمارها في الثانوية العامة رأيت واجهة الدين تصدع أمامي كثيراً , فعكفت في دراسة مناحي كثيرة في فهم الدين وخاصة بالجانب الفلسفي منه والفقهي وفي ثورة الإمام علي وما حصل حينها والخلافات حول حكم الأمويين والعباسيين وبحثت كثيراً في أراء الإباضية ومخالفيهم ونقاط الخلاف وأصبحت أبحر وأهيم في هذه الدوائر المغلقة دون وعي وغاية أطمح للوصول إليها , وأصبح ذلك الاهتمام يطغى على اهتمامي بالدراسة ,   وقرأت الكثير من الكتب لمختلف العلماء كسماحة الشيخ أحمد الخليلي والعلامة محمد أطفيش وأبي العلاء المعري في كتابه رسالة الغفران إلي ما فهمت نصها طبعاً وغيرهم الكثير الكثير  وقد تأثرت كثيراَ ببعض العلماء و المشايخ وحفظت كثيراً من نتاجهم وكان من الأسباب التي دعتني لهذا الامر أن اثنان من الزملاء كانوا من طلبة الشيخ حمود الصوافي, كنت أخوض هذه المرحلة في ذاتي ولم أكن أظهر اهتمامي أمام أحد فقد كنت أرى ملامح التدين تظهر عليّ جلياً .

وتوقف الشغف :- 

بعد الثانوية العامة وقبل أشهر بسيطة توقفت عن البحث والدراسة التي عكفت عليها وبدأت في مرحلة جديدة في فهم مبتغى الحياة وما أريد أن أعيش لأجله بدأت الأسئلة تكثر حولي ولا أجوبة أصبحت أندب كثيراً على حال هذه الأمة و الآل التي وصلت إليه من الانحطاط الإنساني قبل الفكري بدأت أبحث عن هذه الأسباب ومن هو السبب في ما نحن عليه أهو حقاً الفهم الخاطئ للدين أم أننا لم نحقق أهداف هذا الدين السمح أم تجارة الدين السياسي هي السبب ,  بدأتْ أصابع الاتهام تتمركز أكثر وبدأت أعي حقاً ما يجري أن الدين بريء براءة الذئب من دم يوسف من الخطأ حتى بدأت القناعة تكسو هذا العبد الفقير إلى أن الإسلاميين هم السبب في كل ما نحن إليه الآن من الظلم والاستبداد وأعيدها مرة أخرى الإنساني قبل الديني والفكري .

قبل فترة جاءني أحد طلبة العلم ( مطوع ) وأرسل لي مقطعاً لفتوى سماحة الشيخ أحمد الخليلي حول وجوب ترك اللحية وحف الشارب وأصبح يلح عليّ بكلام خفت أنه سيعطيني سند ملكية أرض مساحتها 650 متر مربع في سقر (جهنم) بالرغم أنني كنت أأخذ برأي الشافعية في أن ترك اللحية واجبة وحالقها لا يؤثم  وغيرها من المواقف المشابهة التي مررت بها على هذا النحو .




بدأت أدرك :- 

سألت مرة  الأصدقاء عن أكثر المشايخ اللذين يحبونهم والأكثر تعلقاً بهم ويعجبون بحديثهم  فتعالت الأصوات والأسماء وأنا أعيش في صدمة نفسية وضحكة داخلية ملأت عقلي !! كان أغلب المشايخ اللذين تم ذكرهم هم من السعودية وأتباع الجالية الوهابية كما أحب تسميتهم !! , الغريب أن هؤلاء المشايخ ليس لديهم تاريخ علمي مكتوب في فروع الدين أبداً فكتبهم غالباً ما تتحدث عن مناحي الحياة المختلفة وغير ذلك من الهزليات التي لا فائدة منها  ! .
إلا أن اسماً من هؤلاء المشايخ لم أعرفه وهو الشيخ ( أبو زقم ) , فعقدت العزم على أن أبحث عن هذا الشيخ لعله أحد العلماء اللذين لم يتسنى لي معرفتهم . وكتبت في محرك البحث العم جوجل فكان مفحط سابق ولا يخلوا مقطع في اليوتيوب من كلمات الأضحوكة بالرغم من شهاداته الكثيرة وخبراته العلمية , وضربته طاف طبعاً , وهنا تيقنت أن الإسلاميين مفلسين .


هزليات الإسلاميين :-

يعتقد هؤلاء الإسلاميين أن بيدهم يد الخلاص ومفاتيح الجنة ويستطيعون حفر سراديب الجهالة وطمسها , يعيشون في برزخ هشٍ تحت اسم الدين , هؤلاء الإسلاميين لديهم القدرة التامة على علاج أي مشكلة مجتمعية بـ الصلاة !! عموماً أنا أؤمن بأن الصلاة هي درب النجاة وهي أحد ركائز الدين وأن وتاركها آثم "" (41)مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)  قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ(43)وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ(44) ""  , يفتقر الكثير من الإسلاميين إلى فهم علم الاجتماع والتفسير المنوط به في فهم مشاكل الحياة , مثلاً :-
أن لو طرحنا مشكلة الزنا وانتشار زنا المحارم في الوطن العربي سيقول لنا هذا الإسلامي أن السبب يكمن في ابتعاد الناس عن الدين وعدم الحفاظ على الصلاة  وإيتاء الزكاة وعدم نشر الوعي الديني والعقوبة التي ستنال هذا الزاني في الدنيا والآخرة , نعم أنا أؤمن أن هذه هي الأسباب التي تؤدي للوقوع فالمحرمات لكن هذا الإسلامي قليلاً ما يناقش ويعالج المشكلة من نظرة مختلفة قلة من هؤلاء الإسلاميين الذين يتجرأون على القول في أن الحكومات هي السبب في كل ذلك عندما لا تدعم هؤلاء الشباب ولا تسهل لهم سبل الزواج وأصبح الحرام في بلاد المسلمين يؤتى ببخس الأثمان وهذا نتاجه أن متوسط سن الزواج في الوطن العربي هو للأسف 40 عاماً .






هل يخاف الإسلاميين من الحريات :-

في الحقيقة يجب أن ندرك أن الاهتمام بالصحوة الإسلامية الواحدة والعمل على تحقيقها هي ضرب من ضروب الفكر اللعين الذي يمارس ويغرس في أذهان العامة من قبل هؤلاء الإسلاميين فلا عجب أنني أعارض أن يدخل الإسلاميين في المعركة السياسية وأنا ضد أن يدخل الإسلاميين بإسلاميتهم هذه عباب السياسة لان السياسة الدينية ستتحكم بالاقتصاد والدين وتصبح كتلة واحدة بيد المسيرين لها وترمي بالمجتمع المدني خارج الحِسبة  , الإسلامي يريد أن يموت ويرى العالم كله يعيش كيفما خطط هو له ويريده , يريدنا كلنا فالجنة ويريد أن يؤكد أن ذاك الرجل قد حجز مقعده فالنار لأنه مسبل إزاره وهلم جرا .

هل يحب الإسلاميون العمل الديموقراطي ؟

من المعلوم أن الإسلاميين اضطروا إلى أضيق الطرق إما معنا أو نحكم الشعب بما نشاء فالإسلاميون سلكوا  هذا الاختيار ليس عن رضاء كل ما فيه وليست هذه الطريقة التي يرجونها لتحقيق أهدافهم للمجتمع بدفع المفاسد وغيرها  , وافق الإسلاميون على العمل الديموقراطي لما اعتقدوا أن الأغلبية ستوافق على اختيار الرجل الصالح وإن كان سيدخل بالمنافسة ناس غير مرضية  لكن غلب الظن على الإسلاميين أن الشعوب متدينة ونجحوا في ذلك كالإخوان , رأى المصلحون أن هذه الشعوب قوية وهي غِلُّ في سيف فرأى الإسلاميون المشاركة في هذه المسائل التي لا تجوز شرعاً الولوج إليها من باب ما يجوز فالاضطرار لا يجوز فالسعة و الاختيار , ما يؤرق الإسلاميين أن الديموقراطية جعلت التحليل والتحريم في البلاد للأغلبية , إذا فالأغلبية هي التي ستحكم أي يتساوى رأي العالم مع رأي الجاهل ورأي المرأة مع رأي الرجل ورأي التقي مع رأي الفاسد ! , بالرغم من ذلك يتناسى هؤلاء الإسلاميون أن الشعب والدستور سيحكمهم لا الحكم المطلق للحاكم وهو ما يرونه  محرم شرعاً , كبار علماء مصر إبان الانقلاب الذي شنه جمال عبد الناصر عارض أحد كبار العلماء قيام الدولة الجمهورية وقام بتحريمها , لماذا يا فضيلة العلامة ؟ قال : { مَالِك الْمُلْك تُؤْتِي ( الْمُلْك ) مَنْ تَشَاء وَتَنْزِع الْمُلْك مِمَّنْ تَشَاء  } قال الله  يؤتي الملك وليس الجمهورية . ! , بسبب هذا الفكر أصبحت الشعوب تبحث عن رجل الدين لتنتخبه مؤمنة أن لديه سفينة النجاة  , متى ستبحث هذه الأمة عن العقول عن من يقيم العدل ولو كان ماركسياً أو ملحداً متى ستتخلى هذه الدول عن لعب دور الأوقاف الدينية وتلعب دور المرشدة للشعوب متى ستنال الشعوب حريتها الفكرية وحرية الاعتقاد والفكر متى ستؤمن الشعوب أن محاربة الليبرالية والعلمانية هي قتل لما تريد الوصول إليه من الحرية لهذه الشعوب المنهكة ومتى و متى ومتى ولا إجابات  , يقول أحد الأكراد : أكره أردوغان من باب الخلاف العقائدي لكنني أنتخبه لأنه الأصلح لتركيا ! ما أنبله ما أشرفه .
هل سيعطي الإسلاميون الحق المطلق للشعوب ؟
لماذا يوافق الإسلاميون على حكم الأغلبية ويقولون بعد ذلك لا ؟ فالواقع أنهم سلّموا الحكم للأغلبية ؟

هاشتاق #فروطية :-

بعد ذلك بدأت أضع هؤلاء المشايخ في قالب فكاهي لا يخلوا من السخرية بهم في تويتر وأشن هجمة قوية عليهم في هذا الهاشتاق وغيره , لأن هؤلاء الإسلاميين صرفوا جلّ اهتمامهم بالحياة بالنواحي الفرعية بالدين وأضحوا يشعلون نار الحماس بطرق التصدي لها , أصبح أغلب هؤلاء الإسلاميين يهتمون بتافه القضايا وصرفوا بأنفسهم عن القضايا الكبرى التي تجعل هذه الأمة منكمشة على ذاتها وتضع يدها على خدها وقد عمّت الكآبة أرجاء هذا الوطن الواسع , أصبحت أؤمن بأن الجدال مع أغلب الإسلاميين هو أن يضع الإسلامي نفسه بمنزلة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وخصمه منزلة أبو مسيلمة الكذاب ( البعض من الإسلاميين ) .


ومعاوية الرواحي :-

بعد أن تابعت هذونة الاستاذ معاوية على اليوتيوب (https://www.youtube.com/watch?v=PBg_Xb_NwpU )
وبدأت أقطع طريق اليقين من الشك أن من يمر بهذا التحول الذي أراه في الفكر وانقلابه رأساً على عقب هم كثيرون جداً , هل حقاً الإسلاميين بهذه الدرجة من السوء ؟ , هذا السؤال بحد ذاته الجواب عليه يحتاج لصفحات طويلة لفهمه والإجابة عليه , هنا بدأت أؤمن أن هذا الإسلامي هو سبب تخلفنا و الرجعية الفكرية التي تعاني منها الأمة , أصبحت هذه الأمة تنتج أصنافاً محددة من البشر إسلامي ومسيحي و علماني و ملحد وماركسي واشتراكي وغيرهم , وهذا أمر طبيعي لكن الخوف بأن يطغى فكر الإسلامي غصباً على الملحد والماركسي هنا لن يفلح الإسلامي بسياسته لأنه يُشَرع بإسلاميته التي لا يمكن للملحد أن يقتنع بها ويفشل هذا الإسلامي , فما يريده الشعب هو أن تحتوي المواطنة جميع هؤلاء تحت دستور واحد وحقوق متساوية دون النظر لانتماءاتهم الدينية والفكرية , هنا تتحق الحياة .



ود الثمنطعشر (18) سنة :-
أعلم انني لست بذلك الكاتب المثالي وأعلم أن الأفكار التي طرحتها سالفاً بها كثير من الفوضى لكن ما يجب أن يدركه الجميع أن جيل الشباب القادم بدأ يفهم هذه الحياة من سن مبكرة جداً وبدأ يقرأ ويزيد شغفه بالبحث عن الحقيقة .

والسلام عليكم ورحمة الله

هناك 3 تعليقات:

  1. يا أخي الظاهر إنك بنفسك وصلت بالعموميات التي ذكرتها إلى مرحلة القناعات النهائية التي نسبها معاوية إلى المطاوعة، لا بد أن تفرق بين الأمور اليقينية التي هي من أصل الدين والفروع التي فيها اجتهاد أولي الألباب. فإن كان لك دلوا في العلم أو فهما يفيد الناس في أمر دنياهم وآخرتهم فادلوا بدلوك، المشكلة عندما تنتقل من اليقينيات إلى الشك لمجرد الشك، حينها تبدأ مرحلة التخبط.

    ردحذف
  2. تدوينة جميلة .. اكتب أكثر ولا تقول للناس شيء عن مستواك [لا تقول أنا ضعيف وأنا مبتدئ] أنت مبتدئ ولكن ما ضعيف وكل إنسان يبدأ ببساطة، اكتب أكثر وأكثر ولا تفكر بنفسك الآن، فكر بنفسك لو كتبت ونشرت وتواصلت مع قرائك وخلال خمس سنوات أين ستكون؟؟
    فكر بهذا

    واعتبرني متابعا مخلصا لك

    ردحذف
    الردود
    1. هذا ما سعيت إليه خلال الفترة الماضية وبعد هذه التدوينة
      أرى أنني أسير ثابتاً دون ركاكة

      شكراً لدعمك استاذي من الأعماق

      حذف